٠ Persons
٢٧ أغسطس ٢٠١٢ - ١١:٤٠

نصرة الله تاجیک

  
 

خبراونلاین - لا شک ان من خلال القاء نظرة على التحدیات الدولیة التی تنطوی علیها ادارة العالم فی حال تجاهل مناقشة نقاط الضعف القائمة فی مجال العلاقات الدولیة سیسفر عن عدم تفعیل هذه القضیة.

ان انعقاد قمة عدم الانحیاز ال16 فی طهران وبسبب الظروف الحساسة والخاصة فی العالم وفی ظل التفرد الاحادی الامیرکی واستراتیجیة ایران الرئیسیة فی مواجهة تفرد هذا البلد فی الساحة الدولیة یتبوأ مکانة خاصة لا سیما على صعید الدبلوماسیة والعلاقات الخارجیة لبلادنا.

اذا ما تم تأسیس هذه الحرکة عام 1961 لتکون متنفسا للبلدان المستقلة فی ظل نظام القطبین الثنائیین فان من واجب هذه الحرکة الیوم مواجهة التفرد الامیرکی فی الساحة الدولیة وهی ضرورة ومطلب حقیقی ینبغی تسلیط الضوء علیه من قبل وسائل الاعلام نظرا لارتباط هذا الامر بشکل مباشر بقضیة هامة بحجم السلام العالمی الذی ینبغی ان تعکسه خطابات وبیانات المتحدثین فی مؤتمر القمة.

لقد کتبت سابقا أن الولایات المتحدة ومن خلال هذه الطریقة التی تنتهجها وکنت اسمیتها  السیاسة الرومانیة فانها ترمی الى جر العالم  إلى "الحرب العالمیة الثالثة". ان أهداف أمیرکا فیما یخص قضایا العالم غیر شفافة وان انتشار وثائق ویکیلیکس اظهرت بشدة التزییف الامیرکی وتغییرها لوجه ومعالم جیوسیاسیة العالم.

اذا ما تقرر وبغرض مواجهة التحدیات القائمة فی العالم استخدام آلیات حرکة عدم الانحیاز لاقرار وتعمیم السلام العالمی ینبغی فی الدرجة الاولى مناقشة جذور هذه التحدیات والتی تتمثل فی التفرد الامیرکی فی ساحة العلاقات الدولیة. واذا ما کنا بحاجة فی ظل الظروف الحساسة الدولیة الراهنة اکثر من ای وقت کان لاتخاذ إجراءات حازمة لان العالم مکان لاحترام الحقوق الثقافیة المقبولة وعلینا اقناع ربان العالم ان العالم لا یمکن ادارته الا فی ظل التعاون وتعددیة الاطراف ولیس بانتهاج نهج المصارعین وتحشید الجیوش ضد البلدان.

ولذلک، وبغرض إحیاء حرکة عدم الانحیاز على أساس الوضع الراهن ینبغی الالتفات الى جذور المشاکل الحالیة. ان مسؤولیة الاخلال بالتوازن العالمی فی مجال القضایا الدولیة لا سیما تضعیف دور الامم المتحدة التی تعتبر احدى الانجازات البشریة الهامة هی من افکار نهج تربیة المصارعین الامیرکان وان هذا البلد وبدلا من انتهاج اسلوب الحوار یسعى الى منطق اثارة الحروب فی مختلف المناطق للاطاحة بالحکومات والاتیان بالحکومات التی یرغب بها. من لا یعلم ان هذا البلد هو المسؤول الان والمثیر لنار الفتنة والنزاع المسلح وتدهور اوضاع اهم بلد فی الشرق الاوسط عقب الاوضاع الفظیعة التی اوجدها فی لیبیا. وحتى کف امیرکا عن التفرد فمن المستحیل التوصل الى الاصلاح السیاسی والتکیف مع التطورات العالمیة الجدیدة فی هذه المنظمة.

إذا اعتبرنا مأساة فلسطین مصدرا رئیسیا لغضب واحباط الشعب الفلسطینی والعالم الإسلامی بسبب السیاسات المزیفة التی ینتهجونها وانها مرکز الصراع فی الشرق الأوسط ونقوم الى جانب المجتمع الدولی بانتهاج سیاسة عادلة حول فلسطین ونعارض الکیان الصهیونی الغیر شرعی الذی یحتل القدس ولا نعتبر ان تحقیق السلام فی الشرق الاوسط لن یکون الا من خلال المضی بسیاسة التمییز العنصری والدعم الاعمى للإرهاب، فمن لا یعلم أن الولایات المتحدة ومن خلال تعریفها الخاطئ للمصلحة الوطنیة وربطها لامن الصهاینة بمصالح امیرکا قامت باغلاق کافة المنافذ امام اقرار السلام الحقیقی امام شعوب العالم.
ترى هل من الممکن ان تتصدى حرکة عدم الانحیاز لفرض القوانین الداخلیة وتطیق القوانین الامیرکیة التی تتخطى الحدود لیس فقط من خلال فرض العقوبات الاقتصادیة الاحادیة الجانب على کافة البلدان ومعاقبة المؤسسات الاقتصادیة بل ومن خلال فرض قوانینها الحقوقیة الداخلیة على مواطنی باقی الدول واستبدال دورها بدور الشرطی الدولی هل یمکن التصدی للتفرد ولعبة المصارعة الامیرکیة؟ للاسف اذا ما کانت هذه الامور صحیحة فان محلها فارغ فی الخطابات الافتتاحیة لاعمال قمة عدم الانحیاز فی طهران.

لذلک فاننی اقترح مجددا ان یعتمد المؤتمر اقامة مؤتمر خلال الاشهر الستة المقبلة بمشارکة الاساتذة والمنظرین فی الشؤون الدولیة وخبراء الدول الاعضاء فی الحرکة بغرض تقدیم وعرض نتائج دراساتهم وبحوثهم لتعمیم تعددیة الجوانب والتعاون الدولی والتوصل الى نتائج یتم عرضها على اول اجتماع لوزراء خارجیة الدول الاعضاء للمصادقة علیها. ان المشکلة الرئیسیة فی مجال العلاقات الدولیة تتمثل فی التفرد والصولان الامیرکی فی الساحة الدولیة وانتهاج اسلوب دبلوماسیة الحرب والمنطق الرومانی من قبل هذا البلد وان السبیل الوحید لمواجهة هذا النهج تکمن فی تعزیز حرکة عدم الانحیاز وتبوأها لمکانتها الحقیقیة فی عالم الیوم.


 

رمز الخبر 182960